بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الجنــــــــــــــــة
أبوابها : تعال- أخي- نطرق أبواب الجنة لنسيح بفكرنا في ملكوت الله فيها وما أودع فيها من بديع الأسرار لعباده الأخيار.
قال تعالىحتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها( [الزمر73 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء,ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" ( مسلم ) ،
وكيف لا يكون لها أبواب كثيرة: وهي التي عرضها السماء والأرض،
قال تعالىسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء و الأرض ( [ الحديد 21 ]
فهي جنة عالية غالية عظيمة ذات أبواب واسعة عظيمة تليق بسعتها وتدل على علو منزلتها وقدرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن ما بين المصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة, يزاحم عليها كازدحام الإبل وردت لخمس ظما" (السلسلة الصحيحة للألباني)
ولقد جعل الله لكل باب أهلاً, فهناك باب للتوابين, وباب للمتصدقين وباب للمجاهدين وباب للكاظمين الغيظ وباب للصائمين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير.فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة, ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد, ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة, ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان, فقال أبو بكر: يا رسول الله, ما على أحد من هذه الأبواب من ضرورة, فهل يدعى أحد من هذه الأبواب؟ قال: نعم ! وأرجو أن تكون منهم" ( البخاري و مسلم ) ،
فهلا اخترت أخي الحبيب. باباً من هذه الأبواب العظيمة؟ وهلا نسجت مفتاحها بجميل الطاعة وزاد التقوى؟
فبادر إذا ما دام في العمر فســـــحة
وعد لك مقبــول وصرفك قيــم
وجد وسارع واغتــنم زمن الصبا
ففي زمن الإمكان تســـعى وتغنم
وسر مسرعاً فالموت خلفك مســرع
وهيـهات ما منـــه مفر ومهزم
واعلم أن مفتاح الجنة إنما هو توحيد الله جل وعلا وتحقيق لا إله إلا الله,
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة".
وسئل الحسن البصري:" أن ناسا ًيقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال من قالها وأدى حقها وفرضها".
فتوحيد الله مفتاح الجنة,وأسنان ذلك المفتاح هي الأعمال الصالحة كأداء الفرائض والقيام بالواجبات والنوافل وسائر القربات. فاعمل –يا عبد الله – فمادة المفتاح بين يديك ومهارة صناعته قد فصلت لك أيما تفصيل فإن رغبت عن ذلك فلم نفسك يوم العرض على الله.
نسأل الله لك ولنا حسن الخاتمة.
إعداد القسم العلمي بدار ابن خزيمة
ارجوا الدعاء لجميع المسلمين بالجنة والعتق من النار